فيلسوفة سئمت من العمق الفكري | من «ذا أتلانتيك» - منصة معنى
بقلم أغنيس كالارد
تجلس على متن طائرة، ويسألك الشخص الذي بجانبك عن عملك، فتقول له أنك فيلسوف، فيسألك: إذن ما هي مقولاتك؟ عندما يفتح الفيلسوف فمه، يتوقع الناس أن تخرج منه أفكار عميقة. لا يستمتع الفلاسفة بهذا دائمًا، ولتجنب ذلك، قد يقولون بدلًا من ذلك: “أنا أستاذ” أو ” أُدرِّس عن أفلاطون” أو “أنا في المجال الأكاديمي”. في المحادثة، عندما نتحدث مع بعضنا البعض وليس باتجاه بعضنا البعض، يشكل العمق الفكري عائقًا أمام تدفق الأفكار. إنه أكثر ملاءمة في سياق مثل الكتابة؛ إذ تكون أدوار المانح والمتلقي ثابتة ولا تتغير باستمرار.
خلافًا لعلماء الرياضيات، لا نستطيع أنا وأنت الانتقال مباشرة من “الثرثرة المشوشة” إلى “الحقيقة الواضحة”. وعلى عكس المتحدثين المقنعين، فإننا لن نتحدث عن خلافاتنا. إذن ما هو البديل؟ الجواب هو العمق الفكري.
السمة الحاسمة للعمق الفكري هي أنه عندما تجد ما يقوله شخص ما عميقًا، فإنك عمومًا لا تعرف السبب لذلك. العمق الفكري هو جزء صغير غامض من الحكمة، فأنت تشعر أنك تعلمت شيئًا ما، لكنك لا تحتاج إلى تحديد ماهيته بدقة أو تقييم حقيقته. يمكن أن يأخذ شكل “bon mot”، أو عبارة شعرية، أو شخص يشير إلى منطقة جدلية معقدة للغاية حيث لا يمكنك السير فيها. ويمكن أن يتخذ أيضًا شكل شخص لديه أوراق اعتماد لا تميل إلى تحديها، أو يمتلك بيانات لا تحتاج إلى رؤيتها، مما يمنحك مجموعة مرتبة قد لا تكون صحيحة تمامًا– ولكنك لا تحتاج إلى معرفة التفاصيل. لذا لا تمانع القليل من الغموض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق